19 سبتمبر 2024 | 16 ربيع الأول 1446
A+ A- A
الاوقاف الكويت

الداعية الإسلامي مازن كونيغ: نكثف برامجنا وأنشطتنا للحفاظ على هويتنا الإسلامية في ألمانيا

04 سبتمبر 2012

*انتشار المفاهيم المغلوطة عن الدين الإسلامي لدى الشعب الألماني تمثل تحديا كبير للمسلمين

* تأهيل الكادر البشري المنوط به النهوض بالعمل الدعوي والخدمي وربط الشباب المسلم بالمراكز الإسلامية

* الإسلام ينتشر في ألمانيا بطريقة متسارعة رغم المكائد التي تحاك ضده والمحاولات المضنية لثني الناس عن التعرف عليه

أكد نائب مدير جمعية الحوار والتفاهم بين الشعوب في ألمانيا مازن كونيغ المراكز الإسلامية تضطلع بدور مهم ومحوري في الحفاظ على الهوية الإسلامية من خلال توفير وتنظيم العديد من الأنشطة الثقافية والاجتماعية، التي تسهم بشكل كبير وقوي في ربط الجالية الإسلامية بجذورها الإسلامية كما أنها تُسهم بشكل فعال في تأطير الأجيال الناشئة عن طريق برامج متنوعة تهدف إلى ربط الشباب المسلم وتعريفه بهويته الإسلامية.

وقال كونيغ في حواره مع موقع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إن انتشار المفاهيم المغلوطة عن الدين الإسلامي لدى الشعب الألماني تمثل تحديا كبير للمسلمين، والسبب أن معرفتهم بالدين الإسلامي تكاد تكون معدومة أو يشوبها الكثير من الغلط والتشويه.

وشدد على حرص الجمعية على الحفاظ على الجيل المسلم الذي ولد في ألمانيا، وتربيته على المبادئ الإسلامية، وإعداده لحمل المشعل ونشر الدعوة لذلك نسعى لإيجاد مناخات وفضاءات في المراكز الإسلامية تنافس التي يجدونها في محيط الفتن، وتناول الحوار قضايا عديدة تتعلق بأوضاع المسلمين ومستقبلهم في ظل التحديات التي تواجههم وفيما يلي التفاصيل:

**ما عدد المسلمين ونسبتهم إلى عدد سكان ألمانيا؟

*عدد المسلمين في جمهورية ألمانيا الاتحادية حسب المصادر الرسمية يصلون إلى نحو 4.3 مليون نسمة (إحصاء 2008) أي بنسبة 5% من إجمالي سكان ألمانيا البالغ عددهم حسب المصدر نفسه 82 مليون نسمة، فيما يصل عدد المسلمين الذين يحملون الجنسية الألمانية نحو 45% أي 1.8 مليون ولهم بذلك حق الانتخاب.

**وما ملامح الأوضاع المعيشية والتعليمية والاقتصادية للمسلمين؟

يُشكل المسلمون الذين قدموا إلى ألمانيا في منتصف القرن الميلادي الماضي كأيدٍ عاملة السواد الأكبر من إجمالي المسلمين في ألمانيا ومنهم ينحدر عدد كبير من الجيلين الثاني والثالث. ويتميز الجيل الثالث عن من سبقوهم من الجيلين الأول والثاني بتوجهه الأكاديمي ومنافسته لأقرانه من غير المسلمين في الجوانب العلمية والعملية.

**ما أهداف جمعية الحوار والتفاهم وأهم مشاريعها وأنشطتها؟

* تعمل جمعية الحوار والتفاهم بين الشعوب في مدينة "بكارلسروه" على تحقيق العديد من الأهداف والمشاريع ومنها مساعدة المسلمين على أداء شعائرهم الدينية العناية بأجيال المسلمين الجديدة من الجيلين الثاني والثالث بتعليمهم شعائر الدين الإسلامي الحنيف واللغة العربي، و خدمة الدعوة للإسلام والتعريف به، وتحفيظ القرآن الكريم وتعليمه، و تعليم اللغة العربية للأطفال الكبار، و تعليم الألمان وغيرهم من الجنسيات الأخرى حديثي عهد بالإسلام شؤون دينهم، و تنمية علاقات التعاون والتفاهم بين المسلمين وغيرهم، و العمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام، وإلقاء دروس ومحاضرات، وتنظيم دورات شرعية في الجمعية لرواد المركز بكافة فئاتهم العمرية للجنسي، و تنظيم أنشطة اجتماعية وثقافية دورية، و تنظيم أنشطة رياضية وترفيهية التعاون مع المؤسسات والجمعيات الألمانية بهدف تحسين أحوال المسلمين والحصول على حقوق أكبر للمسلمين تمكنهم من ممارسة شعائرهم الدينية بحرية أكثر وكذلك لتصحيح الصورة المغلوطة التي يروج لها البعض عن الدين الإسلام، و التعريف بالدين الإسلامي كدين حضاري يخاطب البشرية بمنهج وسطي معتدل بعيداً عن التصادم.

**وماذا عن التحديات التي تواجه المسلمين في ألمانيا والتي تسعى الجمعية إلى التصدي لها ومعالجتها؟

هناك تحديات كثيرة لعل من أبرزها ما يلي:

- انتشار المفاهيم المغلوطة عن الدين الإسلامي عند الكثير من الشعب الألماني، والسبب أن معرفتهم بالدين الإسلامي تكاد تكون معدومة عند الكثير منهم أو يشوبها الكثير من الغلط والتشويه.

- الحفاظ على الجيل المسلم الذي ولد في ألمانيا وتربيته على المبادئ الإسلامية وإعداده لحمل المشعل ونشر الدعوة لذلك نسعى لإيجاد مناخات وفضاءات في المراكز الإسلامية تنافس التي يجدونها خارج المراكز الإسلامية والتي هي في محيط الفتن.

- غياب محيط إسلامي عموما يعوض عن المحيط السائد.

- عدم وجود شركاء مسلمين موحدين للتعاطي مع السلطات الألمانية.

** حدثنا عن المشاريع التي تتبناها الجمعية وتسعون إلى تسويقها؟

*لتحقيق الأهداف الدعوية المذكورة آنفا، تسعى الجمعية لإقامة مشاريع بناء وتعمير الفضاءات داخل المركز الإسلامي لإقامة مختلف الأنشطة الشبابية و أنشطة الرعاية والتعليم الى جانب أنشطة أخرى استثمارية لتغطية مصاريف المركز ومن بينها مدرسة لتعليم القرآن واللغة العربية و قاعة كبيرة للمحاضرات والاحتفالات ومكتبة وملعب للأطفال والشباب قاعة للأنشطة الترفيهية للشباب وقاعة ورشة لتعليم وتدريب الشباب ومطعم ومحل تجاري.

** تزورون الكويت للتنسيق بشأن التعاون والبحث عن دعم لبعض المشاريع...ماذا تريدون من الجمعيات الخيرية الإسلامية على وجه التحديد؟

*إن تحقيق الأهداف السالفة الذكر لا يتم إلا بدعم الجمعيات الخيرية الإسلامية ومدها ليد العون ليتسنى لجمعيتنا الوصول إلى الهدف المرجو وهو خدمة الإسلام والمسلمين في ألمانيا وذلك عن طريق توفير العون المادي اللازم من أجل سد الثغرة في هذا المجال، والمساهمة في تأهيل الكادر البشري المنوط به النهوض بالعمل الدعوي والخدمي وتحقيق الأهداف المرجوة بأمثل الطرق وأنسبها، وتبادل الخبرات المكتسبة من أجل تفادي تكرار الأخطاء وذلك من خلال الاستفادة من خبرات هذه الجمعيات الخيرية الإسلامية التي اكتسبتها في العديد من الميادين التي كانت حاضرةً بها والتجارب التي خاضتها في أماكن عده، وتنظيم لقاءات دورية من أجل تقديم تقرير لآخر المستجدات وعن سير العمل في مشاريع الجمعية لكي يكون بمقدور الجمعيات الخيرية الإسلامية متابعة تقييم هذه الأعمال المنجزة.

**إلى أي مدى يمارس المسلمون في ألمانيا شعائرهم في حرية ودون قيود؟

المسلمون في ألمانيا والحمد لله يتمتعون نسبياً بحرية ممارسة شعائرهم الدينية مادامت النشاطات والشعائر في المحيط المسلم. أما إذا ما وصل الأمر إلى درجة الاحتكاك بالمحيط الخارجي لزم التحري والحيطة فعلى سبيل المثال لا الحصر تلاقي النساء المحجبات في بعض الأماكن بعض المضايقات على المستويين الرسمي وغير الرسمي، فعلى المستوى الرسمي مثلاً لا يُسمح للمدرسات المسلمات المحجبات بممارسة مهنة التدريس في المدارس العمومية الألمانية في كثير من الأحيان.

** بشكل عام ..ماذا عن المراكز الإسلامية في ألمانيا ودورها في تنمية الوعي والحفاظ على الهوية الإسلامية؟

*لا يقتصر دور المراكز الإسلامية في ألمانيا على توفير المحيط المُلائم لإقامة الشعائر الدينية فحسب، إذ يتعدى ذلك مشكلاً مرفأ أمان يلجأ إليه المسلمون في الكثير من جوانب حياتهم. وذلك لما تمثلهُ المراكز الإسلامية من دور مهم ومحوري في الحفاظ على الهوية الإسلامية من خلال توفير وتنظيم العديد من الأنشطة الثقافية والاجتماعية، التي تسهم بشكل كبير وقوي في ربط الجالية الإسلامية بجذورها الإسلامية كما أنها تُسهم بشكل فعال تأطير الأجيال الناشئة من الشباب النشء عن طريق برامج متنوعة تهدف إلى ربط الشباب المسلم وتعريفه بهويته الإسلامية، إضافةً إلى دأبها الحثيث في تصحيح المفاهيم الخاطئة السائدة عن الدين الإسلامي الحنيف.

** كيف ترون مستقبل المسلمين في ألمانيا؟

**ينتشر الدين الإسلامي في ألمانيا والحمد لله بطريقة متسارعة وعدد من يدخلون في الدين الإسلامي في تسارع مستمر على الرغم من المكائد التي تحاك ضد الدين الإسلامي والمحاولات المضنية لثني الناس عن التعرف على الإسلام عن قرب، مما يزيد في تسارع أعداد المسلمين في ألمانيا هو النسبة العالية للشباب المسلم من الجيل الثالث مقارنة بالعدد الإجمالي للجيل الشاب في ألمانيا ككل. فهذه العوامل وغيرها تُعطينا تصوراً أن مستقبل الإسلام والمسلمين في ألمانيا سيكون مزدهراً إن شاء الله تعالى.

وهذا يترتب عليه زيادة الاهتمام بهذا الجيل والاستثمار فيه حتى يكون عند درجة المسؤولية في حمل شعلة الإسلام والحفاظ عليها في ظل المحاولات الكثيرة لصرف هذا الجيل عن هذه الغاية السامية.

وكما أننا نسعى لوضع اللبنات الأساسية لهذا المشروع المحوري في مسيرة الإسلام المسلمين في ألمانيا حتى يتسنى للأجيال الشابة إكمال الطريق، سائلين المولى عز وجل أن يوفقنا جميعاً إلى مافيه خير للإسلام والمسلمين.

وفقنا الله لصالح القول والعمل، وفي الختام لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل للداعية الإسلامي مازن كونيغ ، لما تفضل به علينا من علمه الوفير راجين المولى تبارك وتعالى له دوام الصحة والعافية، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت